أكدت مصادر مصرية وسودانية أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير بحث مع نظيره المصري حسني مبارك الوضع في إقليم دارفور وإمكانية العمل عبر مجلس الأمن على تأجيل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقال الرئيس السوداني على خلفية اتهامه بجرائم حرب في الإقليم.
فقد نقلت مصادر إعلامية عن السفير السوداني في القاهرة عبد المنعم مبروك الأحد أن الرئيس البشير طلب من نظيره المصري مبارك المساعدة في تأجيل أو منع صدور أمر محتمل من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني.
قرار المحكمة
وفي أعقاب الاجتماع بين الرئيسين، حذر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد في مؤتمر صحفي من الانعكاسات السياسية المحتملة لصدور أي أمر بتوقيف الرئيس البشير وتداعياته الخطيرة على الموقف في دارفور والسودان عموما.
وأكد أن مسألة دارفور وقرار المحكمة الجنائية الدولية كانا في صلب المحادثات التي جرت بين الرئيسين، مشددا على ضرورة أن تنأى المحكمة الدولية بنفسها عن "التسييس والانتقائية" وأنه يتعين على دولة مثل إسرائيل أن تلقى نفس المعاملة بعد قتلها الفلسطينيين أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة.
سليمان عواد: ينبغي على المحكمة الدولية أن تنأى بنفسها عن التسييس والانتقائية (مواهب -أرشيف)
بيد أن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ألمح إلى أن المساعي المبذولة لمنع صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير قد لا تحقق نتائج كبيرة في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف عواد أن الوضع في دارفور وما يتصل به على الصعيد الدولي يحظى باهتمام خاص من جانب مصر التي "تعمل على احتواء الوضع في دارفور وتولي اهتماما موازيا للوضع في جنوب السودان لتعزيز وجعل الوحدة خيارا جاذبا عند إجراء الاستفتاء".
كما لفت عواد إلى أن مباحثات البشير في القاهرة تناولت أيضا التقدم الحاصل على صعيد تطبيق السلام الشامل مع الجنوب وفقا لاتفاق نيفاشا، بالإضافة إلى العلاقات السودانية التشادية وصلتها بتطورات الأوضاع في دارفور.
فصائل المعارضة
وأوضح مراسل الجزيرة في القاهرة سمير عمر أن مصر ترى أن المجتمع الدولي يعمل على زيادة الضغوط على الحكومة السودانية دون أن يتخذ أي موقف من فصائل المعارضة في إقليم دارفور.
وأشار إلى أن المصادر الرسمية المصرية أكدت دعم القاهرة للمبادرات الإقليمية لحل أزمة دارفور على غرار ما جرى في مؤتمر الدوحة مؤخرا مع تمنياتها لو كان المؤتمر قد ضم جميع الفصائل المعارضة في دارفور وتحقيق مصالحة شاملة بدلا من الاكتفاء بإعلان مبادئ.
وتأتي زيارة البشير لمصر التي استغرقت عدة ساعات بعد يوم من الإعلان عن إطلاق الحكومة السودانية سراح 24 معتقلا من حركة العدل والمساواة شاركوا في الصراع بدارفور بادرة لإظهار حسن النية قبل انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام بين الطرفين في قطر.